The silence of the lambs
فيلم صمت الحملان
فيلم صمت الحملان الذي صدر عام 1991م يعتبر من أفضل الأفلام في تاريخ
السينما نظرا لمحتواه الغني والذي كان في تلك الفترة حديثا حيث أنه ساعد على تكوين
فئة افلام الطب النفسي والجريمة والقتل المتسلسل.
الفيلم مقتبس عن الرواية الأكثر
مبيعا للكاتب توماس هاريس والتي نشرت لأول مرة عام 1988م.
لم تكن صمت الحملان الرواية
الوحيدة للكاتب التي تم تحويلها الى فيلم حيث أن روايته السابقة والتي تسمي
بالتنين الأحمر قد تم تحويلها الى فيلم أيضا من بطولة انتوني هوبكنز ورالف فا ينس.
نوع الفيلم: إثارة، جريمة ، رعب
فريق التمثيل:
- جودي فوستر في دور كلاريس ستارلنغ متدربة
- انثوني هوبكنز في دور الدكتور هانيبال ليكتر
- سكوت غلين في دور جاك كروفورد
- تيد ليفين في دور القاتل المتسلسل بافالو بيل
- انتوني هيلد في دور فريدريك تشيلتون
- بروك سميث في دور كاثرين مارتن
المخرج: جوناثان ديمي
موسيقى : هوارد شور
تصنيف الفيلم: R+17
سيناريو: تيد تالي
انتاج: إدوارد ساكسون- كينيث أت – رونالد إم بوزمان
تقييمي للفيلم: ⭐⭐⭐⭐
الجوائز:
يعتبر فيلم صمت الحملان هو الفيلم الثالث في التاريخ الذي حاز على خمسة
جوائز أوسكار لأفضل ممثل (أنتوني هوبكنز) وأفضل ممثلة (جودي فوستر) وأفضل فيلم وأفضل
سيناريو وأفضل إخراج، كما حاز كل من انتوني هوبكنز وجودي فوستر على جائزة البافتا
لأفضل ممثل وممثلة على التوالي، وفازت جودي فوستر كذلك بجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة.
بعض الحقيقة (نظرة تاريخية):
شهد القرن العشرين ظهور عدد كبير من القتلة المتسلسين مقارنة بالقرون الماضية حيث كانت تعد حالات نادرة نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر الكونتيسة اليزابيث باثوري التي كانت من النخبة الاستقراطية في اوروبا، وقامت بقتل حوالي 600 فتاة فقيرة والاستحمام في دمائهم وذلك لاعتقادها بأن دماء الفتيات الصغيرات تجعل شبابها وجمالها دائمين!
ومن أشهر سفاحي القرن العشرين :
1-السفاح زودياك والذي نجا بفعلته حيث أنه لم يتم القبض عليه حتى الآن! وقد كان يتحدي الشرطة بالقبض عليه ويقوم بإرسال رسائل مشفرة وألغاز إلى الشرطة حتى أن اسم زودياك الذي أطلق عليه قد تم التوصل اليه بحل احد الغازه.
كان ايضا يقوم بالاتصال بالشرطة أو عائلات ضحاياه ليعطيهم وصفا دقيقا لجريمته الشنعاء مما أثار رعب المواطنين في تلك الفترة. ولم تفوت هوليوود ذلك فقامت بإنتاج فيلم يحمل اسمه ويحكي قصته.
2-جاك السفاح الذي لم يتم القبض عليه أيضا وكان جاك يستهدف البغايا في لندن في المناطق الفقيرة وقد استحق اسمه هذا نظرا لما كان يفعله بالجثث من تمثيل وتشويه.
جاك السفاح كان ايضا موضوعا دسما للافلام وقد انتجت هوليوود فيلم من بطولة جوني ديب بعنوان " من الجحيم / From hell".
3-السفاح باتريك وين كيرني الذي كان يقوم بقتل المثليين من الرجال وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة.
4-السفاح الاندونيسي احمد سورداجي الذي كان يقوم بقتل الفتيات والنساء ودفنهم في مزرعته موجها رؤوسهن نحو منزله في اعتقاد منه بأن ذلك يمنحه القوة.
5-السفاح الكولومبي لويس جرافيتو الذي اتهم باغتصاب وقتل 147 صبيا وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عام وللأسف تم الافراج عنه مبكرا نتيجة لحسن السير والسلوك! يا له من عالم عجيب.
في الواقع يجدر الذكر بأن الدكتور هانيبال ليكتر ليس قاتل متسلسل حقيقي وإنما هو شخصية خياليه لقاتل متسلسل ولكنها أثارت جدلا كبيرا منذ ظهورها مما جعلها موضوعا دسما والهاما لصانعي الافلام والروايات حتى أن فيلما صدر عام 1990م قد سمي تيمنا به.
ظهرت الشخصية لأول مرة في رواية للكاتب توماس هاريس تسمى بالتنين الأحمر والتي نشرت عام 1981م والتي تعد رواية صمت الحملان الجزء الثاني لها.
الدكتور هانيبال ليكتر آكل لحوم البشر ما هو إلا طبيب نفسي تعرض لصدمة قاسية في طفولته مما حولته لقاتل متسلسل فعندما كان يبلغ السادسة من عمره اندلعت الحرب ووقع وأسرته في أيدي الأعداء الذين قاموا بأكل والديه وشقيقته الصغرى أمام عينيه مما أصابه باضطراب نفسي .
ولكن هل فعلا هانيبال ليكتر شخصية خيالية؟!
انطلاقا من المثل القائل " لا دخان بلا نار" فيجدر بنا ذكر أن هناك عدد لا بأس به من القتلة المتسلسلين الذين اشتهروا بأكل لحوم ضحاياهم منهم:
1- السفاح الألماني فريتز هارمان الذي اتهم بقتله لخمسين طفل حيث كان يتحرش بهم ثم يعضهم حتى الموت وبعد ذلك يتلذذ بأكل لحمهم.
2- السفاح الامريكي البرت فيش الذي يمكن اعتباره تلميذا لفريتز هارمان حيث انه كان أحد معجبيه. كان فيش يقوم بقتل ضحاياه والاحتفاظ بجثثهم ليقتات منها.
3- الأمريكي جيفري داهمر الذي أصبح يضرب به المثل. هل سمعتم ذلك المقطع من أغنية dark horse لكاتي بيري وجيسي جي "she eats your heart out like jeffrey dahmer"؟
هذا هو من يتحدثون عنه وقد قام بقتل 17 ضحية ولكنه يختلف في أنه كان يقوم بتعذيبهم باستخدام أداوات خاصة وجدت في منزله وبعد ذلك يقوم بطبخ لحم ضحاياه واكله.
مراجعة الفيلم/ Movie review
اليوم سنتحدث عن أحد أروع
التحف الفنية التي أنتجتها هوليوود وبالنسبة لي دائما ما أفضل هذه النوعية من
الأفلام.
الفيلم يتحدث عن القتلة المتسلسلين على نحو يساعدنا على تشخيص حالتهم
النفسية والعقلية وكما يقال دايما إذا أردت أن تقبض على شخص ما فيجب عليك أن تفكر مثله.
انطلاقا من هذه النقطة ننطلق في رحلة في عالم الطب النفسي لنسبر أغوار النفس
البشرية وكيف يمكنها أن تتشوه في ظل المؤثرات الخارجية لنلمس على وجه السرعة جزء
من حساسية العقل البشري وعمقه وأبعاده التي يصعب الإلمام بها جميعها.
الفيلم جميل
جدا من ناحية الأداء التمثيلي فجودي فوستر أجادت دورها بشكل رائع جدا وكذلك كل افراد طاقم التمثيل خصوصا تيد ليفين وسكوت
غلين .
أما الرائع انتوني هوبكنز فقد تقمص شخصية آكل لحوم البشر الدكتور هانيبال
ليكتربكل ما فيها من اضطراب وعقلانية بطريقة أقل ما توصف بها هي البراعة.
في وجهة
نظري يجب على الممثل أن يمتلك سمات شكلية معينة تمكنه من إجادة بعض الأدوار وهذا
ما يكون على دراية به صناع الأفلام وحديثا فإن استخدام المكياج والمؤثرات أصبح يوفر هذا العامل أيا كان الممثل.
لكن انتوني هوبكنز بملامحه الغريبة كالأذنين
النافرتين وحلاقة شعره وعينيه اللتان تشعان ذكاء ومكرا نبرة صوته وبنيته الجسدية كان هو أكثر الكائنات افتراسا
على وجه الأرض حيث أن كل ما فيه وكل ما هو عليه يجذبك للوقوع في فخه ولا خلاص لك
بعد ذلك.
كل هذه الصفات المتجمعة فيه بالإضافة لقدراته التمثيلية الرائعة مكنته من
أداء هذا الدور بشكل لا يوصف ويكأنه خلق لأداء هذا الدور وكان في ذلك أشبه ما يكون
بأداء الممثل الراحل هيث ليدجر لدور الجوكر في فيلم دارك نايت (Dark knight).
قام هوبكنز بأداء دور الدكتور
هانيبال ليكتر في عدد من الأفلام الأخرى كفيلم التنين الأحمر.
تتجلى قدرات هانيبال
ليكتر كطبيب نفسي و قدرته على التلاعب بالناس في انتحار ميغز زميله في الزنزانة المجاورة بعد ان همس له
هانيبال ببعض الكلمات في أذنه، وبالرغم من بشاعة أفعال ليكتر وجرائمه فقد كان يتمتع
بأناقة لا مثيل لها وحس مرهف وتقدير للفن والجمال ويظهر ذلك في ممارسته لهواية
الرسم وانزعاجه من مضايقة ميغز لكلاريس في مقابلته الأولى لها.
كما أنه يمكن
تصنيف معظم ضحايا ليكتر على أنهم أشرار حيث أنه كان ينتقيهم بحرص شديد. وبجانب كل ذلك
فإن اسم الرواية و الفيلم في حد ذاته يستحق مائة جائزة لما فيه من ابداع خلاق ولا شك كان اختيارا أكثر من موفق.
لا يمكنني أن أمدح أداء هوبكنز بالطريقة الكافية ولكن شخصيته كانت بمثابة البنية التحتية للفيلم ولو أنه فشل في أداءها لما نال الفيلم ما ناله نجاح وتقدير.
لم يتميز الفيلم فقط بالأداء التمثيلي الرائع والانسجام على
الشاشة بل إن قصة الفيلم وحبكته هي من أهم
عناصر نجاحه، فالقتلة المتسلسلين لا يزالون لغزا محيرا في كثير من الجوانب وموضوعا يثير فضول الكثيرين.